سورة الشورى - تفسير تفسير القرطبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشورى)


        


{وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)}
قوله تعالى: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا} أي وكما أوحينا إليك وإلى من قبلك هذه المعاني فكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا بيناه بلغة العرب.
وقيل: أي أنزلنا عليك قرآنا عربيا بلسان قومك، كما أرسلنا كل رسول بلسان قومه. والمعنى واحد. {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى} يعني مكة. قيل لمكة أم القرى لان الأرض دحيت من تحتها. {وَمَنْ حَوْلَها} من سائر الخلق. {وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ} أي بيوم الجمع، وهو يوم القيامة. {لا رَيْبَ فِيهِ} لا شك فيه. {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} ابتداء وخبر. وأجاز الكسائي النصب على تقدير: لتنذر فريقا في الجنة وفريقا في السعير.


{وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (8)}
قوله تعالى: {وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً} قال الضحاك: أهل دين واحد، أهل ضلالة أو أهل هدى. {وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ} قال أنس بن مالك: في الإسلام. {وَالظَّالِمُونَ} رفع على الابتداء، والخبر {ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} عطف على اللفظ. ويجوز {وَلا نَصِيرٍ} بالرفع على الموضع و{مَنْ} زائدة.


{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9)}
قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا} أي بل اتخذوا. {مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ} يعني أصناما. {فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ} أي وليك يا محمد وولي من اتبعك، لا ولي سواه. {وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى} يريد عند البعث. {وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وغيره من الأولياء لا يقدر على شي.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8